وفاة الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي رحمه الله تعالى

Reading Time: 2 minutes

بقلم: محمد أكرم الندوي

بسم الله الرحمن الرحيم

مضى ابن رشيد حين لم يبق مشرق

ولا مغرب إلا له فيه مادح
ألا! بكَّر الناعون بمحمد واضح بن رشيد، شيخ الندوة السعيد، مفخرة العلماء، وزين الصلحاء، نعوا فأسمعوا، لقد جاؤوا بشرِّ فأوجعوا، وأصابوا أفئدة فروَّعوا، وعيونا ففجَّعوا، وأكبادا فقطَّعوا، ألا! نزعتْ فجرَ اليوم الصحافةُ الإسلامية عن رأسها تاج السيادة، وخلعت الكتابةُ عمامةَ المشيخة، ألا! صارت الصحافة والكتابة يتيمتين! ألا! وحُقّتا.

والله ما أنسى راحلا رُزئتُه، نشأ في تاريخ لا ينشئ رجلا، ربى جيلا في زمن لا يربي جيلا، مضى فمضى معه علم كبير، وخلق نبيل، إذا رأيتَ تلاميذه وأبناءه لم تدر أيهم ذوو الأرحام، سهل الفناء، طلق الوجه، باسم المحيا، قليل التشكي للمصاب، مطهر عن الخنا، بعيد عن الباطل، صموت، طويل السكوت، ما زان السكوتُ أحدًا كما زان هذا الفقيدَ، وما حلَّى أحدٌ السكوتَ مثل ما حلاّه المرحوم.

أبلغوا رابعًا وآل رابع، وأبلغوا بني جعفر أن الأسى والحزن بيننا وبينكم مشاطَر، لا تجزعون بجزع إلا وجاوبكم ألوف بمثله، يا أبناء الندوة! ابكوا بقلوب قارحات فاجعات، وعيون ساكبات دامعات، ابكوا العلم والصلاح والأخلاق، ابكوا الأدب والفضل وسائر الخصال.

عليك سلام الله ورحمته شيخنا الجليل! تحية من أبنائك وتلاميذك وأصحابك، إذ غادرتَهم وقد تضعضعوا، وقد ظفر الحزن بمسراتهم، وبطش المكروه بأفراحهم، جعل الله جواره مأواك،

وجعلجنة الفردوس مثواك.
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض
فحسبك مني ما تجن الجوانح
كأن لم يمت حي سواك ولم تقم
على أحد إلا عليك النوائح
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها
لقد حسنت من قبل فيك المدائح