بقلم: محمد أكرم الندوي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوي الكريمين الشريفين عرفان عامر وجعفر مسعود الحسنيين الندويين! سألتماني أن أبحث عن حقيقة ما بلغكما من انتساب ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إلى بني هاشم بن عبد مناف، وسؤال أمثالكما من الإخوان الصالحين وذوي المودة والصفا أمر، فألخص لكما ما كتب عن الموضوع وما يتصل به في السطور التالية:
إنها قرشية هاشمية علوية حسنية بنسبها الذي تتخلله بعض الإناث، فهي إليزابيث الثانية (ملكة المملكة المتحدة) ابنة جورج السادس (ملك المملكة المتحدة) بن جورج الخامس (ملك المملكة المتحدة) بن إدوارد السابع (ملك المملكة المتحدة) بن فيكتوريا (ملكة المملكة المتحدة) ابنة إدوارد (دوق كنت وستراثيرن) بن جورج الثالث (ملك بريطانيا العظمى) بن فريدريك (أمير ويلز) بن جورج الثانى (ملك بريطانيا العظمى) بن جورج الأول (ملك بريطانيا العظمى) بن صوفيا (زوجة ناخب هانوفر) ابنة إليزابيث بوهيميا ابنة جيمس السادس/الأول (ملك إنجلترا وآيرلندا واسكتلندا) بن مارى ستيوارت (ملكة اسكتلندا) ابنة جيمس الخامس (ملك اسكتلندا) بن مارجريت تيودور ابنة إليزابيث يورك ابنة إدوارد الرابع (ملك إنجلترا) بن ريتشارد بلانتاجينتى (دوق يورك) بن ريتشارد كونيسبرج (إيرل كامبريدج) بن إيزابيلا بيريز ابنة ماريا خوانا دى باديلا ابنة ماريا فرنانديز دى انستروسا ابنة ألدونزا راميريز دى سيفونتس ابنة ألدونزا جونزاليس جيرون ابنة سانتشا رودريجيز دى لارا ابنة رودريجو رودريجيز دى لارا بن سانشو بن زائدة (وتعرف أيضا باسم إيزابيلا) ابنة المعتمد بن عباد (ملك إشبيلية) بن عباد الثانى المعتضد بالله (ملك إشبيلية) بن أبي القاسم محمد بن عباد ملك إشبيلية بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم الثانى اللخمى ابن الزهراء بنت الحسين بن الحسن بن الحسن بن على ابن فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعل قائلا يقول: ما فائدة هذا النسب، والملكة ليست مسلمة، فالجواب أن النسب لا يعتمد الدين، ففي نسب قريش قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني عدنان كفار ومشركون، ولا يضر ذلك بقرشية النبي صلى الله عليه وسلم ولا قرشية الخلفاء الراشدين وسائر أصحاب القرشيين.
وأول ما برز هذا النسب على الصعيد البريطاني هو بعد صدور كتاب الباحث عالم الأنساب جون بورك والذي أسماه “طبقة النبلاء”، وهو الكتاب العمدة في نسب العائلة المالكة البريطانية بشكل خاص ونسب العائلات المالكة الأوروبية بشكل عام، أكد فيه أن دماء الملكة إليزابيث تمتزج بدماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث ينحدر آباؤها من النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ملوك أشبيلية العرب، الذين كانوا يحكمون الأندلس.
إن زائدة التي يتصل بها النسب المذكور هي ابنة أبي القاسم المعتمد على الله بن عبَّاد ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد في الأندلس، والذي يرجع نسبه إلى زهرة بنت الحسين بن بن الحسن الحسن حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت زائدة هذه زوجة أبي الفتح المأمون بن المعتمد بن عبّاد، وعندما هاجم المرابطون إشبيلية في عام 1091، هربت زائدة إلى قشتالة حاملة معها أولادها، وهناك استقبلها ألفونسو السادس ملك قشتالة، فأُعحب بها وتزوجها، وتنصَّرت وتم تعميدها باسم إيزابيل، وأنجبت من ألفونسو ابنه الوحيد سانشو، وهو الجد الأعلى للملكة إليزابيث الثانية.
وأخيرا فإن هذا النسب قد أثير حوله جدل كبير، ولا أراني راغبا في التصدي له ومناقشته، وأدعو الله تعالى أن يهدي الملكة وآلها وإيانا جميعا إلى صراطه المستقيم.